السبت، 28 سبتمبر 2019

وا شوقاه.. لندرة الكتب..

قرأت كتبا كثيرة جدا على أجهزة الكومبيوتر المحمولة (اللابتوب) وكانت على ثقل حجمها وقتها، أعتبرها فتحا ربانيا، وقفزة كبيرة إلى الأمام.. "المكتبة الشاملة" وحدها كانت مرتعا لا يمل.. وكنت أقرأ فيها ما شاء الله لي أن أقرأ.. لكن الكارثة الحقة أنه كلما تعمقت علاقتي بالكتاب الإلكتروني على صيغ إلكترونية شتى، بدأت علاقتي بالقراءة تضعف وتتصرم . وكلما حملت كتابا وفرحت بتملكه أخيرا، تحسرت بعدها عليه وعلى عشرات الكتب التي حملت ولم أقرأ.. أيام ندرة الكتاب كنت متعلقا بالكتب.. قل أن تقع يدي على كتاب إلا وقرأته من الغلاف إلى الغلاف.. وإن لم يسعف الثمن أو الزمن، فأحاول أن أن أقطف منه ما أمكن.. إيه، يا زمن!! في الحقيقة نحن نقرأ، نقرأ كثيرا جدا.. تتهجى أعيننا ملايين الحروف، تحمل كما متفاوتا من غزارة المعلومة، وقد قال الضبع يوم وقف على النهر وقد قرم إلى اللحم، وأضناه الجوع: "هذا من الماء لا يخلو المرق" فطفق يشرب من الماء ويعل.. حتى سقط لا يجد للماء مسلكا. وتلك قصة مستملحة، في الموروث الشعبي الموريتاني أو "المجال البيظاني" من قصص محكية على ألسنة الحيوانات.. والضبع أو "كابون" بقاف معقودة، متهم عندهم بقلة العقل، والتسرع. لقد ماعت القراءة، وأصبحنا ننفق وقتا كثيرا جدا في عملية تقليب الألحاظ في صفحات أجهزتنا التي أخذت من ذكائنا الكثير، وأعطتنا من بلادتها الأصلية أكثر.. وقد فشت الكتابة أو "القلم" في الناس وقل العلم. كثر المتعلمون وقل العلماء..  لقد كانت كذبة كبرى ووهما أكبر.. يوم تصورنا أن هذه الأجهزة اللوحية ستنوب عن الكتب. لقد أصبحت سورا يفصل بيننا مع الكتاب.. وشتان بين السور والجسر وإن كان كل منهما جدارا من طوب. إننا ننفق ساعات طويلة ونحن منخطفون لإدماننا على هذه الأجهزة، ونحن نقرأ.. نقرأ..، حتى لا نجد الوقت للقراءة.. لا نجد الوقت لقراءة ورد القرآن، ورد القراءة في الكتب.. حرمنا التجول في روحانيات الدين وفائض عقول العقلاء.. لذلك ستجد أثر نقص القراءة ومجالسة العقلاء في هذه العشرية المبتلاة بشبكات التواصل الاجتماعي، وأي تواصل هذا الذي ساوى الناس ليس في الحقوق والواجبات؛ كلا، إنما ساوى الجاهل مع العالم في تخصصه، أما أنصاف العلماء، أما المتفيقهون، أما الرويبضات؛ فقد خلا لهم الجو وأصبحوا منظرين ولهم أتباع!! غفر الله لوالدينا، ومعلمينا.. لقد أثثقلوا كواهلنا بحكم شعرية ونثرية.. المستمسك بها في زماننا السيء أهله كالقابض على الجمر.. يناسب المقام منها قولهم: أمارة الغي أن تلقى الجميع لدى ** الابرام للأمر، والأذناب أقتاد والبيت لا يبتني إلا له عمد ** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد فإن تجمع أوتاد وأعمدة ** وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة إذا جهالهم سادوا تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت** وإن توالت فبالأشرار تنقاد إذا تولى سراة الناس أمرهم ** نما على ذاك أمر القوم فازدادوا عودٌ على بدء: لقد كنت في بدايتي مع القراءة لا أقرأ إلا قصص وأخبار العرب، ثم عكفت على السيرة النبوية، ثم ألف ليلة وليلة ثم تعرفت على عالم القصص والروايات.. رحلة طويلة، انتهت بي إلى أن اختار "التخصص في المطالعة".. فقد كنت أنتهي من قراءة كتاب في الأدب لأقرأ كتابا في الفقه أو الفكر الإسلامي ينسيني أو يطمر كل ما قرأت في الكتاب الأول. لذلك.. مكثت فترة من الزمن لا أقرأ إلا في فن واحد. تجربة كان لها فوائد وسلبيات.. لست في معرض تعدادها. ومع أني كنت أتعرض بين الفينة والأخرى لفتور وانقطاع، إلا أنني كنت أنشط دائما للقصص والمذكرات وكتب التراجم.. وها أنا اليوم أجمع في ذاكرة هاتفي هذا كثيرا من القصص وكتبا فكرية جزلة، ومذكرات.. إلا أن شهيتي للقراءة لم تعد مثلما كانت.. فمن يدلني اليوم على كتاب شيق، يعالج ما أصابني من خمول؟

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

انكسار قلم

فجأة كسرت قلمي.. اكتشفت أني كنت أكتب على الماء بعبثية مقيتة.. يا الله! كل الذين أحببتهم وعاشرتهم، فقدتهم بمجرد أن هناك "ريبوت" بغيض قرر أن يغلق حسابا استهلك مني وأهلك عشر سنين!!
كرهت كيف انخدعت لسراب أدمنته.. عقد من الزمن كنت -بقدر المتاح وما أمثل- أرفع من شأن مارك بمرح وأهدم من نفسي في غفلة.. ولو أنها نفس تموت جميعة؛ ولكنها نفس؛ ولكنه عمر؛ تساقطت في غمراته أنفسا..
كنت أسمعهم يتحدثون في الإعلام عن مخاطر الإدمان وعواقبه على الصحة والمال والعقل.. لم أكن أعتقد أن الأمر قد يكون يعنيني.. لأنني لم أكن أعرف من الإدمان ولا عنه إلا القليل. لقد أفقت على الدنيا وأنا أعتقد أن "الشاي المنعنع" و"الزريق" يتربعان على رأس لائحة الطيبات من الرزق.. وكنت أنظر إلى لفائف التبغ في أيدي الأكبر سنا، علامة أصلية للرجولة.. وأول ما بدأت أتجرأ وأختار لنفسي عاداتي الحياتية، كنت قد حجزت مقاما متقدما بين صفوف المدخنين أمام الإعدادية في الفسحة وما بين الحصص.. ليس مجتمعي متزمتا البتة تجاه التدخين ولا مقيدا لحرية المراهقين.. أو الرجال في نوع غريب من التهيئة المبكرة لشباب الحي على تحمل أعباء الرجولة، وبمحفزات عالية من صلاحيات الرجال وامتيازاتهم،؛يدفعون باكرا للميدان..
المهم.. لم أكن وأنا ابن هذا المجتمع الصحراوي البكر يخاف من الإدمان، في حيز لا يعرف للخمور صفة إلا أن أبعد مدى للمبالغة في الحلاوة، قولهم: "أحلى من الخمر" أما الحشيش.. "فالحشيشة بيننا وبينه لما تنتف بعد" والحمد لله رب العالمين.. وإن كنا بدأنا نتسامع أن من الخمر من يتسوغه شاربه ولا يكاد يسيغه، فنعجب لذلك المروث البريئ!!
وبعد سبع عجفتُ فيها وتعودني المرض؛ وبعد أن أخذت نصيبي من الرجولة بكل ثقلها؛ قررت مكرها أن أتحرر من عبودية التبغ بكل أصنافه.. تجربة مريرة من الفراغ لم أستطع تجاوزها بسهولة، جعلتني أخشى ما أخشاه أن أعود ثانية للإدمان.. أي إدمان! وكنت أحذر نفسي وأنا أوغل في الإدمان معاتبا: ويحك، ماذا بعد؟ كنت تكتفين بلفافة تبغ أو لفافتين، وها أنت في منتها الشره تشعلين اللفافة من أختها ولا تصدرين عن شبع أو ري أو انتفاخ، لست أدري!!. وما أراك إلا منتقلة إلى مرحلة أبعد.. في رحلة لا يملك سالكها غير خطواته الأول، قبل أن ينجرف  فينجرف!!
وجدتني بعد عشر سنين من أتلمس طريقي الطويل، أبحث عني.. عن أشياء فقدتها، عن أشياء فقدتني.. إلى الأبد!!
ويتحدثون في استغراب عن شاب حدث من بني الأصفر، جمع أموالا قارونية، لا تجتمع عادة إلا في قرون.. قلت: ليس العجب إلا أن يند عن ملكه دينار أو درهم، فقد ملك مِلاك القلوب.. مالئ الدنيا هراء وشاغل الناس بالباطل، أبلى أليس هو مالك الفيسبوك وأخواته..!!

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

هل حلمت مرة أن تصبح شاعرا

هذا موضوع كتبته في الملتقى المبارك ملتقى أهل الحديث
كان من أول ماكتبت في عالم المنتديات و كان فيه كثير من الأخطاء بشكل لا يتصور
غير أني أعتقد أنه موضوع مفيد و قديستفيد منه أحد و يكمل عليه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145042
أوَّاه مِنْ طفلة في أنفها شمم ** لا تــــشرق الشمس إلاحين تبتسم
تبسمت عن شنيب كم و لعت به ** يذكي جوى القلب وهو الباردالشبم
وارت تورد خديهابراحتها **من الحياء فأذكى الحمرة العنم
نجلاء تعشقها الألحاظ إن نظرت ** تردي الكماة وأعيا طرفها سقم
خود تبذ محيا البدر إن سفرت ** و في غدائرهاتستفحل الظلم
حديثها ساحر في صوتها صحل** يسقيك خمرة وهم كأسها الكَلِمُ
قالت و قلت كلام لست أذكره ** و القلب يخفق و الأحشاء تضطرم
قلنا و قلنا و لم نبلغ مقاصـــــدنا** من الغرام و هل يحصي الغرام فم
نفــسي الفــداء لمن حاولت أكتمها سري هباء وسري ليس ينكتم
قالت بوجهك حزن كنت تكتمه ** أخانك الصبر أم أودى به الألم
بلى بقلبي هموم كم شقيت بها** دهري فما تنتهي إلا و تحتدم
أَنْكَأْتِ غَزَّةُ جُرْحًا في ضَمَاِئرِنَا ** مِنْ فقد أندلس ما كاد يلتئم
أشلاء طفل دمار لا مثيل له ** طغيان آلة حرب مسها لمم
جوع يصارع شعباليس يقهره ** جيش وكاد لجيش الجوع ينهزم
دماء شيخ دقيق العظم أنهكه ** كر الجديدين لم يشفع له الهرم
فكل بيت قد أمسى قبر صاحبه **رباه حتى بيوت الله ماسلموا
في كل يوم تضام المسلمات فلا ** يهب ينصفهن الضيم معتصم
و القدس تصرخ في قيد اليهودفلا ** تهب تنقذها عرب و لا عجم
عز النصير و هذي العرب شاهدة ** و المسلمون غثاء ليس ينسجم
مليار نفس و نصف لا غناء لهم **هل تعرف العقد حين الخيط ينفصم
أيام كنا ملوك الأرض نملأها ** عدلا و نغزوا فتخشى بطشنا الأمم
تعدو فوارسنا في كل ملحمة ** ضبحافتأبى لها شق الفضى اللجم
خيل المثنى تذود الفرس ظافرة ** من العراقين و الفرسان تلتحم
و الروم ذاقت كؤوس الموت مترعة ** بسيف خالدفي اليرموك فانهزموا
أولئك القوم خير الخلق أدبهم ** عن منهج الحق ما حادوا و ما ظلموا
قلوبهم بكتاب الله عامرة ** وفي أكفهم الهندية الخذم
تحت العجاجة فرسان أولي خطر * وفي الترهب إن جنالدجى قمم
شادوا حضارتهم في كل حاضرة **فما تضمنها قصر و لا هرم
عبرت طارق للإفرنج أثبت من** شم الجبال و موج البحر يلتطم
أحرقت كل سفين كنت تركبه ** فما تقهقر منكم بعد منهزم
أعملت مرهف حد في الرقاب فمى ** فرغت إلا و في إفرنده ثلم
كتبت أروع درس في البلاء فما ** أرى بنيك لذاك الدرس قد فهموا
ضاع التراث وضاعت فيه أندلس ** والقدس ضاعت فهل ينجو لنا الحرم
توحد الغرب توطيدا لقوته ** ونحن في غمرات الضعف نختصم
في كل قطر مليك دون مملكة ** من حوله الجيش والأعوان و الحشم
يعلوا و يسفل مزهوا بقوته ** و شعبه سخط من حكمه برم
إن يقمع الشعب ليث حوله أسد ** وفي المعارك تيس حوله غنم
شعب مطيع يكاد القيد يخنقه ** أمسى سجينا و لم يُعرَف له جُرُمُ
شعب مطيع و لكن ليس يعبدكم ** و لو عدلتم لما استاؤوا و ما نقموا
ليس الخروج عليكم مانؤمله** من دون رأس تضيع الكف و القدم
يا قادة العُرْبِ في صدام موعظة ** وحكمة لكمو لوتنفع الحكم
هلا اتحدتم و وحدتم صفوفكمو ** ماذا سيينفع إن صُبِّحْتُموا الندم
قل الغناء لأشتات مفرقة ** فليت أنا بحبل الله نعتصم
وليت أنا رمينا خلف أظهرنا ** سبل الخلاف لعل الشمل يلتئم
أليس هذا كتاب الله يجمعنا** فليتنا لكتاب الله نحتكم
قد يحسب الغرب أنا أمة سحقت ** أتى عليها البلى و الأعصر الدهم
سيعلمون إذا كرت كتائبنا ** يوم النزال عليهم أنهم وهموا
رغم الحدود التي باتت تفرقنا ** مازال يجمعناالإسلام و الرحم
بعض المصائب إن زادتك تجربة ** وحكمة نقم في طيها نعم
و أنعم أورثت أصحابها بطرا **و غفلة نعم في طيها نقم
يا صاح شمر و أوف الحرب عدتها ** فالصعب يسهل و الأخطار تقتحم
واشْهِرْ سِلَاحك في وجه العدى فبه** تنال حقك موفورا وتحترم
لا تخدعن بأقوال مزورة **ما لليهود مواثيق و لا ذمم
حلم السلام الذي صاغوه مهزلة ** كبرى تهاوت وقد لا يصدق الحلم
فجر ففجرك قد لاحت بشائره ** وزحف كما يزحف البركان و الحمم
و انقش على صفحة الأيام ملحمة ** حروفها الصبر و الإيمان و الكرم
لله لله فرسان بغزة ما ** لانوا ولا انتهكت يوما لهم حرم
فرسان غزة ما هانوا وما وهنوا** يأبى لهم أن يلينوا الدِّينُ و الشيمُ
سلاحهم حرقة تذكي قلوبهم ** لنصرةِ الدينِ و الإيمانُ و الهممُ
ستون عاما خطوب الدهره تفجأهم** حتى الخطوب اعتراهى منهم سأم
ستون عاماوماملت سواعدهم **قرع الأعادي وما ملوا و ما سئموا
هم الرجال فعين الله تكلأهم ** نعم الجنود ونعم القادة البهم
الله ينصرهم و الأرض تحضنهم ** حضنا و يحميهم الزيتون و الأكم
مارفرفت راية التوحيدفوقهم ** فليس يعلوا على أعلامهم علم
تكفي الشجاع قفار الأرض حامية ** وليس تنفعه إن يجبن الأطم
يا مجلس الأمم الأحكام جائرة ** أأنتم خصمنا أم أنتم الحكم
كبرى الكبائر لو لاقى اليهود أذا** و قتل شعب بريئ عندكم لمم
إذا حكمتم لنا فالحكم منتقض ** و إن حكمتم لهم فالحكم محترم
غدا سيدمغكم جهرا بحجتنا ** عند التخاصم سيف حاذق خصم
ما عاد للعقل صوت في محافلكم ** فالتسمعوها جهارا سوف ننتقم
ياخالق الشيئ من لا شيئ في نسق **بلا مثيل ويامن وصفه القدم
هذي يهود طغت في غزة وبغت ** فانصر عبادك نصرا إنهم ظلموا
دمر يهود وشتت شملهم و أدل ** يارب دولتهم عجل زوالهم
على الحبيب صلاة الله دائمة ** ماشق بدر دجى أو أمطرت ديم


نصيحة لمن يهمه الأمر

رأيك يهمني
أَشْرَقْتَ حُلْمًا عَلَى عُمْرِي فَلَا تَغِبِ* يَا رَاحَةَ الرُّوحِ هَذَا القَلْبُ فَانَتِهب
سَمْرَاءُ تُصْدِرُ آمَالَ الظُّمَاةِ كَمَا*وَرَدْنَ بِالوَصْلِ لَمْ تَظْـفَرْ وَلَمْ تَخَبِ
أَهْتَزّ ُإِنْ بَسَمَتْ عَنْ سِرِّ فِتْنَتِهَا * أَلْمَى كَأَنَّ حُميَّاهُ ابْنَةَ العِنَبِ
كَسَاطِعِ البَرْقِ في الظّلْمَاءِ لَاحَ فَمَا* أَشْهَى مُقَبَّلَ ثَغْرِ الغَادَةِ الشَّنِبِ
أَنّى ذَكَرْتُ هَضِيمَ الكَشْحِ مُنْقَلِبًا* أَقَامَني العَجْزُبَيْنَ الصِّدْق وَالكَذِب
رُعْبُوبَةٌ مِنْ بَنَاتِ الحَاجِ مُتْرَفَةٌ * سَلِيلَةُ النّسَبِ المَرْضِيّ وَالحَسَبِ
مِنْ مَعْشَرٍ خَلَّدَ التَّارِيخُ ذِكْرَهُمُ*شُمِّ الأُنُوفِ حُمَاةِ العائذِ الرَّهِبِ
بِيضِ الأَيَادِي قُرَاةِ الضَّيْفِ إِنْ ضَرَبَتْ *شَهْبَاءُ سَدُّوا مَسَدَّ الوَابِلِ الصَّبِبِ
إذَا سَبَرْتَ أَسَانِيدَ العُلُومِ فَهُمْ * المُسْنِدُونَ مَدَى الأَزْمَانِ وَالحِقَبِ
مَحَامِدٌ قَدْ وَرِثْنَاهَا لِنُوَرِثَها * بَيْضَاءَ تَرْفُلُ في أثوابِها القُشُبِ
أَيَا شَبَابُ طِلَابُ العِلْمِ مَحْمَدَةٌ * فَلَيْسَ يُحْمَدُ بَيْعُ الِعلْمِ بِالنَّشَبِ
وَالْجَهْلُ شَيْنٌ وَإِنْ حَلَّتْ قَتَامَتُهُ * في أَرْضِ قَومٍ تَسَاوَى الرَّأْسُ بِالذَّنَبِ
شَأوَى الْعُلُومِ إِذَا مَا شِئْتَ تَبْلُغُهُ * فَالْزَمْ مُزَاحَمَةَ الْأَشْيَاخِ بالرُّكَبِ
دَاعِي السِّيَاسَةِ لَاتَعْبَأْ بِقَوْلَتِهِ *و َإِنْ دَعَاكَ إِلَى الشَّحْنَاءِ لَا تُجِبِ
وَكُلَّمَا اشْتَعَلَتْ في النَّاسِ جَذْوَتُهَا * فَصُنْ لِسَانَكَ لَا تَشْكُرْ وَلَا تعِبِ
وَإِنْ خَلَوْتَ وَرَاءَ السِّتْرِ سَاعَتَهَا * حَكِّمْ ضَمِيَركَ رَاعِي اللهَ وَانْتَخِبِ
إذَا حَضَرْتَ اجْتِمَاعَ النَّاسَ في مَلَإٍ * أَوْ مَحْفَلٍ فَتَحَلَّى حِلْيَةَ الأَدَبِ
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْأَشْيَاخ إِنَّ لَهُمْ * عَقْلَ التَّجَارِبِ إِن وَافَقْتَهُمْ تُصِبِ
وَإِنْ تَشَعَّبَت الآرَاءُ وَاخْتَلَفَتْ * فَلَا تَزِدْ فِي اخْتِلَافِ النَّاسَ وَالشَّغَبِ
رَأْيٌ عَلَيْهِ اجْتِمَاعُ النَّاس أَصْوَبُ مِنْ * أَلْفٍ صَوَابٍ وَلَوْ ذَا الرَّأْيُ لمَ يُصِبِ
فَلَا تَمُدَّ يَدًا إِلَّا لِخَالِقَهَا* وَ احْذَرْكَ مِنْ خُلَّةٍ تُفْضِي ِإلَى الثلب
إِنَّ القَنَاعَةَ كَنْزٌ لَنْ يُضَيِّعَهُ * إِلَّا ذَلَيِلٌ قَلِيلُ الِإحْتِمَالِ غَبِي
أَهْلُ البِطَالَةِ لَاتَرْكَنْ لِصُحْبَتِهُمْ * وَعَنْ مَجَالِسِ وُرَّادِ المُجُونِ غِبِ
إذَا اغْتَنَيْتَ فَوَاسِ الأَهْلَ ِإنَّ لَهُمْ * حَقَّينِ حَقُّ زَكَاةِ الْمَالِ وَالنَّسَبِ
وَفي الْأَمَانَةِ رَأْسُ الْمَالِ ِإنْ فُقِدَتْ * فَلَا سَبِيلَ ِإلَى فَوْزٍ بِمُكْتَسَبِ
الرِّزْقُ وَالْعُمْرُ آجَالٌ مُقَدَّرَةٌ * فَلَسْتَ تَكْدَى إِذَا أَجْمَلْتَ فِي الطَّلَبِ
وَالْعُمْرُ أَقْصَرُ وَ الْآمَالُ جَامِحَةٌ * (وَمَا انْقَضَى أَرَبٌ إِلَّا إِلَى أَرَبِ)
لَا تُلْهِيَنَّكَ دَارٌ سَوْفَ تَتْرُكُهَا * عَمَّا قَرِيبٍ لِبَيْتٍ مُوحِشٍ خَرِبِ
فَاظْفَرْ لِنَفْسِكَ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ بِمَا * يَكْفِيكَ زَادًا إِلَى الْأُخْرَى مِنَ الْقُرَبِ
خَيْرُ النِّسَاءِ بَنَاتُ الْعَمِّ طَاهِرَةٌ * أَذْيَالُهُنَّ يَصُنَّ الْعِرْضَ إِنْ تَغِبِ
يَحْفَظْنَ وُدَّكَ فِي الضَّرَّاءِ طَيِّبَةً * نُفُوسُهُنَّ بِلَا سُخْطٍ وَلَا عَتَبِ
إِنَّ القَوَامَةَ لَيْسَتْ مَحْضَ تَكْرُمَةٍ *عَلَى الرُّجُولَةِ أَوْنَوْعًا مِنَ الرُّتَبِ
هِيَ الْأَمَانَةُ إِنْ ضَاعَتْ فَعُضَّ عَلَى * كَفَّيْكَ مِنْ نَدَمٍ مَاشِئْتَ وَانْتَحِبِ
حَاشَاكَ تُرْسِلُ فِي الْأَعْرَاسِ أَهْلَكَ قَدْ* أَبْدَتْ مَحَاسِنَ تُغْرِي الِّلص بِالسَّلَبِ
تِكَشَّفَتْ بَعْدَمَا صَفَّتْ ذَوَائِبَهَا * عَنِ اللُّجَيْنِ نَقًا بِالمِْسْكِ مُخْتَضِبِ
يَقُولُ نَاعِتُهَا وَاللهِ مَاخَرَجَتْ * إلَّا لِتُعْرَضَ لِلْخُطَّابِ عَنْ كَثَبِ
تُوَزِّعُ الضَّحَكَاتِ الْمَاجِنَاتِ عَلَى * جُلَّاسِهَا "بِحِسَابِ الْعَرْضِ وَالطَّلَبِ"
فِعْلَ الدَّيُوثِ فَلَا دِينً يَثُورُ لَهُ * وَلَا نَصِيبَ لَهُ مِنْ نَخْوَةِ الْعَرَبِ
أَيَا رَمَى اللهُ عَادَاتٍ مُخَالِفَةٍ * لِمِلَّةِ الْمُصْطَفَى بِالْوَيْلِ وَ الْحَرَبِ
أُخْتَاهُ إِنْ خَرَجْتَ أُخْرَى بِزِينَتِهَا*تَلَفَّعِي أَنْتِ ثَوْبَ الطُّهْرِ وَاحْتَجِب
لَيْسَ التَّحَضُّرُ أَنْ تَبْدِينَ عَارِيَةً* وَلَا الْوُلُوجُ جِهَارًا مَوْطِنَ الرِّيَبِ
بَلِ التَّحَضُّرُ أَخْلَاقٌ مُطَهَّرَةٌ * جَاءَتْ عَنِ الْمُصْطَفَى فِي صَادِقِ الْكُتُبِ
أُعِيذُ فِكْرَكِ أَنْ تَبْقَيْ مُضَلَّلَةً * فِي حِزْبِ شَيْطَانَةٍ حَمَّالَةِ الْحَطَبِ
كَأَنَّمَا مِنْ أَبِي جَهْلٍ عَدَاوَتُهَا * لِلدِّينِ مَوْرُوثَةٍ أَوْمِنْ أَبِي لَهَبِ
ثَوْبُ الْعَفَافِ إِذَا مَا قُدَّ مِنْ قُبُلٍ* فَلَا كَرَامَةَ فِي الدِّيبَاجِ وَالذَّهَبِ
أَرَى الطَّلاقَ أقَالَ اللهُ عَثْرَ تَكُمْ* قَد ْشَبّ فِيكمْ شُبوبَ النَّارِ في الحَطَبِ
لَقَدْ تَكَاثَرَتِ الحَالَاتُ واخْتَلَفَتْ *وَمَا اتَّفَقْنَ سِوَى أَنْ لَيْسَ مِنْ سَبَبِ
إِنّ الطّلَاقَ أَعَاذَ اللهُ نَادِيَكُمْ * مِنْهُ مَخَاطِرُهُ أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ
تَمْضِي اللَّيَالِي وَمَا تَنْفَكُّ تَفْجَأُنَا * بِحَادِثَاتٍ يُحِرْنَ العَقْلَ مِنْ عَجَبِ
أَرَى مَكَارِمَ هَذَا العَصْرِ مذْ زَمَنٍ* تَنهَالُ صَرْعَى كَصَخْرٍ حُطَّ من صَبَبِ
(إنِّي تَذَكَّرْتُ وَالذِّكْرَى مُؤرِّقَةٌ) * أيَّامَنَا الزُّهْرَ في أيَّامِنا النُّكُب
فَبِتُّ أَرْقُبُ هَذَا النَّجْمِ مُرْتَقِباً * فَجْراً يَشُقُّ ضِيَاهُ حَالِكَ الحُجُبِ
فَهَلْ يَهُبُّ مِنَ آل الشَّمْسِ ذُو خُلُقٍ * يَحْمِي الذِّمَارَ سَدِيدُ الرَّأْيِ في النُّوَب
إِنَّ الشُّمُوسَ وَ إِنْ دَارَ الزَّمَانُ لَهُمْ * أَهْلُ الرِّئَاسَةِ فِي تَارِيخِنَا الذَّهَبِي
أَهْدَيْتُكُمْ مِنْ بَنَاتِ الْفِكْرِقَافِيَةً * قَدْتَسْتَخِفُّ أَسِيرَ الْحُزْنِ بِالطَّرَبِ
جَزَائُهَا دَعْوَةٌ فِي الْغَيْبِ صَالِحَةٌ* لِذِي جَرَائِمَ لَمْ يَرْشَدْ وَلَمْ يُنِبِ
وَ فِي الْخِتَامِ صَلَاةُ اللهِ دَائِمَةٌ * عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ الْمُرْسَلِ الْعَرَبِِِي
يَارَبِّ صَلِّ وَ سَلِّمْ دَائِمَا أَبَدًا * عَلَى الْحَبِيبِ عِدَادَ النَّجْمِ وَ الشُّهُبِ

قاله : أحمدسالم بن زيادالحاجي الأنصاري

الأربعاء، 16 يوليو 2008

بلا المليون شاعرلماذابرنامج البداع اولا

  • في شنقيط أرض الشعراء وبعد نجاح امير الشعراء ذاك النجاح المنقطع النظيروبعد التجاوب الجماهيري الكبير مع البرنامج وتتويج محمد ول الطالب وصيفا للأميركنت اتوقع ان التفزة الموريتانية اذا أراد الله لها التفاعل مع تقليعة الشعرية الفضائيات ستبدأ بالشعر الفصيح حيث هو الواجهة الثانية للمريتانيين بعد علمائهاالافذاذ اتوقع برناجا شعبيا ونخبويا يكون نبرالشعراء ظلمهم التهميش طويلاوتتطورفيه أخرى هي في طور التكون و تتفجر فيه ملكات شابة تحمل غدا راية القصيد والابداع كم استفاد المشاهدالعربي وهويشاهد شعراء شعراءشباب وصلو الشاشة والعالمية ودماء الشباب تنبض في عروقهم فكانت القصائد الثائرة التي لم تتعودتملق الحكام شعراء وبحق كالبرغوثي الشاعر القح صاحب الالقاء الثائر والكبرياء وشعراء العراق والشاعر الفحل ابوشجة برنا مج علم العربي البسيط ان الشاعرليس ذاك الثقيل الارعن الذي يقول كلاما حتى هو لا يفهمه ترجمة احيانا لاسطورة اغريقية لاتباع حتى في الاسواق او نص رمزي مشفراوسفسطة يحتال صاحبها تمطياطا وترقيصا للحروف كي يقنعك انها قصيدة كم نحتاج لاستنساخ برنامج مماثل فالشعر ديوان العرب ولابد للعرب من الشعركي يظلوا عربا ولابد ان يحرروه ايضا من المدرسة الحداثية كي يظل شعرا ان الشعر مرحلة من تطور اللغة فأي انتكاسة تشهدها اللغة اذا رجعت للاشارة والرمز متى سأرى برنامجا لجنة تحكيمه تنظر بمعايير جمالية بحتة تبحث عن المعنى الجزل والمبنى الانيق

شنقيط للمخطوطات

هذه محاولة لجمع المخوطات الموريتانية والتعريف بها واعداد فهرس لها لذا نطلب من كل من عنده مخطوط ان يعلمنا به والبيانات المعرفه به كاسم الكتاب ومؤلفه وناسخه وثبت المخطوط ان كان له ثبت وعمره وحجم ورقاته ووضعية المخطوط وعنوان مالكه كما ان اي مخوط نشرعلى المدونة يظل ملكا لمالكه الاصلي وبما ان المدونة اسمها شنقيط فلا بد للشعرمن نصيب فنحن نقبل نشر الشعر الاصيل الهادف بشرط استقامة الوزن واللغة وانلايدورفي تلك الحلقة المرغة من المعاني التي استهلكت كثيرا فحبذا البيت والبيتين والثلاة بلغة مضرية فخمة ومعاني مبتكرة وئيقاع اندلسي وشكرا